هتف الشيخ بصوت واهن ينوء بعبء السنين :
ـ شيخ عصف به الدهر وأضرّ به الفقر .. واسيني يا بنت محمّد.
نظرت فاطمة حواليها .. لم تجد شيئاً تسعف به انساناً ينتظر بأمل.
كان هناك في زاوية الحجرة جلد كبش مدبوغ ، فطوته وناولته الشيخ :
ـ خذه ، فعسى الله أن يختار لك ماهو خير منه.
دقّق الشيخ النظر وتمتم :
ـ وما أصنع بجلد كبش يا بنت محمّد!
وأصعب شيء أن تهب المرأة زينتها .. اساور من ذهب أو فضّة أو عقداً من لآلئ البحر ، ولكن هناك ما يضيء في نفس المرأة ويتألق في أعماقها تألق اللؤلؤ في الأصداف.
انتزعت فاطمة عقداً كان في عنقها وناولته الشيخ الملهوف :
ـ خذه يا شيخ .. عسى الله أن يعوضك به ماهو خير منه.
عاد الشيخ الهوينى الى المسجد ... كان النبي ما يزال جالساً بين أصحابه ، قال الشيخ :
ـ يا رسول الله أعطتني فاطمة هذا العقد وقالت بعه عسى الله أن يصنع لك به خيرا.
دمعت عينا النبيّ :