الآخر بلا شك ، ونحن
مأمورون بالتمسك بالقرآن والعترة معاً ؛ لأنهما العاصمان من الضلالة ، ولأنهما قرينان مقترنان لا يفترقان حتى يردا على رسول الله الحوض.
فلا ترى فرقة من الفرق الإسلامية قد
ادعت في مذهبها باستمرارية الاقتران ـ بين القرآن والعترة حتى ورودهما على الحوض ـ إلا ما لوحظ عند الشيعة الإمامية القائلين بإمامة الأئمة الاثني عشر ، أوّلهم الصدّيق الأكبر ، وآخرهم مهديهم المنتظر ، وهو معنى آخر لما جاء عن رسول الله من قوله : خلفائي اثنا عشر كلهم من قريش ،
فتحديد خلفاء الرسول باثني عشر هو دليل على طول عمر الإمام الثاني عشر ـ الذي تعتقد الشيعة وكثير من أعلام العامة بوجوده اليوم حياً غائباً ـ وأنّه باق مقترن بالقرآن حتى يردا الحوض ، ومن هنا قال الإمام علي عن أهل بيته وهو يخاطب كميل بن زياد :
... اللّهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم
لله بحجة ، إما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا ؟ وأين أولئك ؟ أولئكَ واللهَ الأقلّون
عدداً ، والأعظمون عند الله قدراً ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم به العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى. أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقاً إلى رؤيتهم.
وقال عليهالسلام
: أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ؟ كذباً وبغياً علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى
_______________________________________