على كل حميم ، فوقاه
كل هول ، وواساه بنفسه في كل خوف ، فحارب حربه وسالم سلمه ... إلى آخره.
ومن حديث أبي بكر الهذلي وداود بن أبي
هند ، عن الشعبي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
: هذا أوّل من آمن بي وصدّقني وصلى معي.
وقد وصى الإمام عليٌّ كميلاً بقوله : يا
كميل إنّ الأرض مملوءة من فخاخهم
فلن ينجو منها إلّا من تشبّث بنا ، وقد أعلمك الله عزوجل أنه لن ينجو منها إلّا عباده ، وعبادُهُ أولياؤُنا.
يا كميل وهو قول الله عزوجل : (
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ، وقوله عزوجل : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ
يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ).
يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في
مالك وولدك كما أمر.
وهذا يعلن أنّ أهل البيت هم المعصومون
والمصدّقون ، وهم الذين عناهم الباري في قوله : ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) لا أبو بكر وعمر ؛ لأن مساواتهم
بالقرآن كما في حديث الثقلين يرشدنا إلى لزوم التمسّك بهم كما يجب التمسّك بالقرآن ، فلو كان الخطأ يقع منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم ، وكما أن القرآن لا ريب فيه فما جاء
عن أهل البيت لا ريب فيه ، ولو لم يكن أهل البيت معصومين لكان في اتّباعهم احتمال الضلال ، ولكنهم حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، والواسطة بين الله
والخلق ، وهم كالقرآن ، فاختلاف أهل البيت مع أحدٍ من الناس يرشدنا إلى ضلال
_______________________________________