ثمّ قال رسول الله : ما أنا سددت
أبوابكم وفتحت باب علي ، ولكنّ الله فتح باب علي وسدَّ أبوابكم.
هذا ، مع أنّ أبا بكر لم يدّع طهارته
وابتعاده عن الشيطان ، بل صرح بأن له شيطاناً يعتريه ، حيث قال :
أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت
لمقامي هذا كارهاً ، ولوددت أن فيكم من يكفيني ، فتظنون أني أعمل فيكم بسنّة رسول الله ؟ إذن لا أقوم لها ، إن رسول الله كان يُعصَمَ بالوحي ، وكان معه ملك ، وإنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ... .
وأخرج تمام بن محمد الرازي ( ت ٤١٤ هـ. )
في كتاب الفوائد بإسناده عن أبي القموص ما يشير إلى أنّ أبا بكر قد سيطر عليه الشيطان وقتاً ما ، فقال : شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية فانشأ يقول :
نحيّي أم بكر بالسلام
|
|
وهل لي بعد قوم من سلام
|
فبلغ ذلك رسول الله ، فقام يجر إزاره
حتى دخل ، فتلقّاه عمر وكان مع أبي بكر ، فلما نظر إلى وجهه محمراً قال : نعوذ بالله من غضب رسول الله ، والله لا يلج
لنا رأساً أبداً ، فكان أول من حرمها على نفسه.
وقال ابن حجر في فتح الباري ، والعيني
في عمدة القاري :
_______________________________________