ثمّ قال رسول الله : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ، ولكنّ الله فتح باب علي وسدَّ أبوابكم. (١)
هذا ، مع أنّ أبا بكر لم يدّع طهارته وابتعاده عن الشيطان ، بل صرح بأن له شيطاناً يعتريه ، حيث قال :
أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لمقامي هذا كارهاً ، ولوددت أن فيكم من يكفيني ، فتظنون أني أعمل فيكم بسنّة رسول الله ؟ إذن لا أقوم لها ، إن رسول الله كان يُعصَمَ بالوحي ، وكان معه ملك ، وإنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ... . (٢)
وأخرج تمام بن محمد الرازي ( ت ٤١٤ هـ. ) في كتاب الفوائد بإسناده عن أبي القموص ما يشير إلى أنّ أبا بكر قد سيطر عليه الشيطان وقتاً ما ، فقال : شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية فانشأ يقول :
نحيّي أم بكر بالسلام |
|
وهل لي بعد قوم من سلام |
فبلغ ذلك رسول الله ، فقام يجر إزاره حتى دخل ، فتلقّاه عمر وكان مع أبي بكر ، فلما نظر إلى وجهه محمراً قال : نعوذ بالله من غضب رسول الله ، والله لا يلج لنا رأساً أبداً ، فكان أول من حرمها على نفسه. (٣)
وقال ابن حجر في فتح الباري ، والعيني في عمدة القاري :
_______________________________________
١. مسند البزار ٢ : ١٤٤ / ٥٠٦ واللفظ له ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٥ ، مناقب ابن المغازلي : ٢٩٩ الرقم ٣٤٣ ، كنز العمال ١٣ : ١١٧٥ الرقم ٣٦٥٢١.
٢. المصنّف لعبد الرزاق ١١ : ٣٣٦ / ٢٠٧٠١ واللفظ له. وانظر الإمامة والسياسة ١ : ٢٢ ، وتاريخ دمشق ٣٠ : ٣٠٣ ، وتاريخ الطبري ٢ : ٤٦٠ ، وطبقات ابن سعد ٣ : ٢١٢.
٣. الفوائد ٢ : ٢٢٨ ، وانظر الإصابة ٧ : ٣٩ / ٩٦٣٧.