عائشة والصدّيقيّة
فالصدّيق إن لم يكن نبياً أو وصياً يجب
عليه أن يكون ممن صدّق الرسالة بكل وجـوده وآمن برسالة السـماء إيمان قلب وعقيدة ، لا أن يكون مشككاً في الرسالة ، كما في كلام الصدّيقة عائشة !! حيث أنها وبعد تشكيكها بعدالة الرسول قالت : ألست تزعم أنك رسول الله ؟ فلطمها أبوها في وجهها.
وقالت مرّة أُخرى للنبيّ صلىاللهعليهوآله : اتق الله ولا تقل
إلّا حقّاً ، فرفع أبو بكر يده فرشم أنفها وقال : أنتِ لا أُم لكِ يا بنة أُم رومان تقولين الحق أنت وأبوكِ ، ولا
يقولها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
والصدّيقة هي التي لا تكذب بتاتاً ـ حتى
على ضرتها ـ وذلك لا يتماشى مع ما جاء في الاستيعاب لابن عبد البر والإصابة لابن حجر من : أن رسول الله تزوج أسماء بنت النعمان ، فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة : اخضبيها أنت ، وأنا أُمشطها ، ففعلن ، ثم قالت إحداهما لأسماء : إن النبي يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك.
فلما دخل رسول الله عليها وأرخى الستر
مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فتلّ بكمه على وجهه
واستتر ، وقال : عُذتِ معاذاً ، ثلاث مرات ، ثم ألحقها بأهلها.
_______________________________________