الشبهة السابعة عشرة
قوله تعالى ( وَإِنْ كٰادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ) الآيتان (١) قالوا وكان معناه قارب فدل ذلك على أنه عليه السلام قارب الكذب ومال إليه.
( جوابه ) لعله قارب ذلك بحسب الطبيعة البشرية ، لا بحسب العقل والدين (٢).
فصل آخر
فيما تمسكوا به في إثبات الذنب لا لنبي معين
الشبهة الاولى
قوله تعالى ( وَلَوْ يُؤٰاخِذُ اَللّٰهُ اَلنّٰاسَ بِظُلْمِهِمْ ) (٣) فهذا يقتضي ثبوت الظلم لكل الناس والنبي صلّى اللّه عليه وسلّم من الناس فثبت الظلم له.
( جوابه ) إذا تمسكت بهذا العموم في إثبات الظلم فقوله تعالى ( أَلاٰ لَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلظّٰالِمِينَ) (٤) يوجب جواز اللعن عليهم وجل منصب الأنبياء عنه فإن قلت بتخصيص العموم هناك قلت به هاهنا.
الشبهة الثانية
قوله تعالى ( عٰالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاٰ يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً ) إلى آخر السورة (٥) قالوا : فلو لا الخوف من وقوع تخليط الوحي من
__________________
١ ـ سورة الاسراء آية ٧٣ ـ ٧٥.
٢ ـ وقد فصل المؤلف القول في تفسيره ٥ / ٤٣٦ بأن المقارنة لا تعني الوقوع ، كما أن كلمة لو لا تنفيد انتفاء الشيء لثبوت غيره وان التهديد على المعصية في « اذا لاذقناك » لا يدل على الاقدام عليها كما ورد في كثير من الآيات ، فلينظر.
٣ ـ سورة النحل آية ٦١.
٤ ـ سورة هود آية ١٨.
٥ ـ سورة الجن آية ٢٦.