الشبهة السادسة عشرة
( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ فَسْئَلِ اَلَّذِينَ يَقْرَؤُنَ اَلْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جٰاءَكَ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ اَلمُمْتَرِينَ) (١) قالوا فكان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في شك مما أوحى اللّه إليه ، وإلا فأي فائدة في أمره بالسؤال.
( جوابه ) القضية الشرطية لا تفيد إلا ترتيب الجواب على الشرط فأما أن الشرط حاصل أولا فهو غير مستفاد ، فأما الرجوع إلى اليهود والنصارى فلوجهين :
( الأول ) أن نعت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان مندوبا في كتبهم مذكورا في التوراة والإنجيل فكان يظهر بعضهم ذلك وإن كتمه الباقون ، وكان ذلك من أعظم الدلائل على صدقه فأمره اللّه تعالى بالرجوع وتعرف ما شهدت به الكتب السماوية من نعته وصفته ، ليكون أقوى معين له في إزالة الشبهة وتقوية العلم.
( الثاني ) أن اللّه تعالى أمره أن يرجع إليهم في كيفية ثبوت نبوة سائر الأنبياء ، حتى يزول الوسواس في كونه نبيا لأنه أمر أن يأتي بمثل ما أتى به من قبله من المعجزات.
( جواب آخر ) عن أصل الكلام ، وهو أن الخطاب وإن كان متوجها إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يجوز أن لا يكون المراد منه هو.
__________________
١ ـ سورة يونس آية ٩٤.