قصة زكريا عليه السلام
تمسكوا بقوله تعالى : ( يٰا زَكَرِيّٰا إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ اِسْمُهُ يَحْيىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا. قٰالَ رَبِّ أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ وَكٰانَتِ اِمْرَأَتِي عٰاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ اَلْكِبَرِ عِتِيًّا قٰالَ كَذٰلِكَ قٰالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) (١) قالوا : قد شك في قدرة اللّه تعالى.
( جوابه ) لو كان الأمر على ما قالوه لكان زكريا عليه السلام غير عاقل لما سأل اللّه ذلك فلما إضافة إليه استنكره فاستبعد قدرته عليه كان ذلك من أفعال المجانين ، فثبت أن الأمر بخلاف ما قالوه وذلك أن زكريا عليه السلام لم يسأل ربه أن يهب له ولدا من جهة الولادة وإنما سأله أن يهب له ولدا من عنده فقال : ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) (٢) وقال في آل عمران : ( هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ) (٣) إنما سأل ذلك عند ما أخبرته مريم بأن رزقها يأتيها من عند اللّه فسأل ولدا من عنده فلما بشرته الملائكة بالولد سأل كيف ذلك يقع على كبره ، وكيف وكانت امرأته عاقرا؟ فقال : ( كَذٰلِكَ اَللّٰهُ يَفْعَلُ مٰا يَشٰاءُ ) (٤).
__________________
١ ـ سورة مريم ، آية ٧ ـ ٩.
٢ ـ سورة مريم ، آية ٥.
٣ ـ سورة آل عمران ، آية ٣٨.
٤ ـ سورة آل عمران ، آية ٤٠.