قصة يعقوب عليه السلام
( وفيها شبه )
( الأولى ) قالوا لم رجّح يعقوب عليه السلام يوسف على إخوته في التقريب والمحبة مع علمه إفضاء ذلك الترجيح إلى الحسد والمفاسد العظيمة؟
( الجواب ) من وجهين :
( الأول ) لا نسلم أنه رجح يوسف على إخوته في الإكرام ، بل كان راجحا في المحبة وميل الطبع وذلك غير مقدور له فلا يكون مكلفا بتركه.
( الثاني ) هب أنه عليه السلام رجحه في الإكرام لكن لا نسلم علمه بأداء ذلك الترجيح إلى المفسدة ، فلعله رأى من سداد إخوته وجميل ظاهرهم ما غلب على ظنه أن ترجيحه لا يفضي إلى شيء من المفاسد فإن الحسد إن كان راسخا في الطبع إلا أن كثيرا من الناس يحترزون منه ويجتنبونه.
( الشبهة الثانية ) : أن إخوة يوسف وصفوا أباهم بالضلال بقوله : ( إِنَّ أَبٰانٰا لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ ).
( الجواب ) : ليس المراد بالضلال عن الدين بالإجماع بل المراد العدول عن الصواب