المشروع لم يخرج إلى
حيز التنفيذ .
هكذا كانت بريطانيا قد قيمت تقييماً عالياً أفضليات السيطرة على خليج الكويت الذي يعتبر، إلى جانب أرخبيل البحرين الذي يبعد مسافة لا يستهان بها باتجاه الجنوب الشرقي، البوابة الوحيدة التي تربط الساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب بمركزها، كما إنه، وهذا هو الأهم، يسيطر على مدخل شط العرب ذلك إنه يقع في موضع لا يبعد أكثر من ٨٢ كم إلى الجنوب الغربي من الفاو.
ويبلغ طول هذا الخليج ٢٠ ميلاً
انجليزياً من الشرق إلى الغرب وعرضه ١٠ أميال. أما أقصى عمق له فيبلغ ٨٤ قدماً يتناقض تدريجياً بمقدار ما تقترب من الساحل حتى يصبح على بعد ميل ونصف منه غير صالح لسير السفن البحرية الكبيرة. ولهذا فإن المرسى الوحيد لهذه السفن الكبيرة هو بندر سويني أو ثويني الواقع على مقربة من النهاية الشمالية لمدينة الكويت، حيث يصل العمق فيه إلى ٢٤ قدماً وحيث تستطيع السفن، حتى عند هبوب الرياح الشمالية التي لا يصدها شيء عن خليج الكويت، القيام بعمليات التحميل بهدوء. وتعرف الضفة الشمالية للخليج باسم الأقطي وهي عبارة عن هضبة يبلغ ارتفاعها عدة مئات من الأقدام تبدأ من خليج صغير يسمى كاظمة وتمتد مكونة على طول امتدادها منحدرات وعرة وشديدة الانحدار حتى خور الصبية وهو الفرع الغربي الذي تكونه جزيرة بوبيان والذي سبقت الإشارة إليه.
وتقع مدينة الكويت في الجزء الجنوبي من
الخليج الذي مر وصفه حيث تمتد على ضفته لمسافته لا تقل عن ميل. وعند الاقتراب منها من البحر تظل لفترة طويلة محجوبة عن النظر خلف لسان رملي طويل يسمى
______________________
(١)
Curzon. Op. Cit. Vol. P. ٦٣٢.