قائد الطابية فوراً والحكم عليه بالسجن ستة أشهر. أما الكابتن بولديرو نفسه فقد حصل على ترضية شخصية جاءت على شكل سماح خاص من السلطان بأن يستطلع بشكل تفصيلي الطابية التي اقامتها الأتراك على بعد يبلغ حوالى ربع فرست من بلدة الفاو.
وناحية الفاو بأجمعها غارقة في أحراج النخيل التي يعود أغلبها إلى شيخ الكويت الحالي مبارك بن صباح انتقلت إليه بالوراثة من أخيه الأكبر محمد. ذلك إن السلطان كان قد أهدى الأحراج لمحمد المذكور مكافأة له عن المساندة التي أبداها للقوات العثمانية في أثناء الحملة العسكرية التي أرسلت على الحسا عام ١٨٧٠.
وتمتد بساتين النخيل إلى خور عبدالله تقريباً وهو الفرع الشرقي الذي تكونه جزيرة بوييان.
وهذه الجزيرة نفسها ظهرت حديثاً بفضل ما يجلبه تيار الخليج من الحاجز الغريني القائم عند مصب شط العرب. أما الفرع البذي يحيط بجزيرة بوييان من الغرب والذي يعرف باسم خور الصبية فإنه يحادد الزاوية الشمالية الشرقية من خليج الكويت.
ويعتبر خليج الكويت المجاور لناحية
الفاو أحسن خلجان الساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب، وقد أجبر الصحافة الأوربية بأجمعها في بداية القرن الحالى على أن تتحدث عنه نظراً لأن المانيا اختارت أن تجعله المحطة التي تنتهي عندها سكة حديد بغداد. ولقد اقتفى المهندسون الألمان في هذا الشأن أثر بناة السكك الحديد الأنكليز من أمثال الجنرال ( Chesney)
والسير (W. F. Andrew) وغيرهم الذين كانوا منذ ١٨٧٢ قد اختاروا هذا الميناء العربي ليكون نقطة النهاية للخط الحديدي الذي فكروا بمده من الاسكندرية إلى الخليج عن طريق حلب وبغداد رغم أن هذا