قرية خاصة على ضفة الفرات المقابلة لسوق الشيوخ.
وتقع سوق الشيوخ وضواحيها وسط بساتين النخيل التي تغطي بشكل كلي تقريباً ضفتي نهر الفرات كلتيهما ضمن حدود سنجق المنتفك وتتحول إلى غابات نخيل حقيقية حول القرى العربية الكثيرة المنتشرة على جانبي النهر. وتقطع أحراج النخيل هذه إلى الشمال من سوق الشيوخ من حين لآخر شرائط من الأراضي الصحراوية. أما إلى الجنوب منها فإن تلك الأحراج تتداخل مع أدغال القصب التي تكون سوراً عالياً يخفي وراءه المناطق المتاخمة للنهر. وفي الأماكن التي تقطع فيها هذا السياج الطبيعي بعض القنوات كبيرة كانت أو صغيرة ينفتح من خلال الفجوات التي تكونها هذه القنوات مشهد تتراءى فيه قرى عربية صغيرة بيوتها من الصرائف أو أكواخ القصب، يحيطها سياج مشترك من القصب.
وتعتبر كوت الشيخ أو قلعة الشيوخ (١)، قرية من القصب من هذا النوع وإن كانت أكبر في حجمها، وهي تقع على بعد عشرة أميال إلى الأعلى من سوق الشيوخ صعوداً مع الفرات، وهي تقع على بعد عشرة أميال إلى الأعلى من سوق الشيوخ صعوداً مع الفرات. وكانت هذه القرية قبل تأسيس الناصرية وبناء قصر آل السعدون الواسع فيها، مقراً لشيخ المشايخ أو الزعيم الرئيس لعشائر المنتفك وحاشيته كثيرة العدد والمقربين منه وكذلك لزعماء جميع القبائل الداخلة في هذا الاتحاد القبلي وهكذا كانت كوت الشيوخ تبدو كمعسكر ضخم للبدو الذين يأوون إلى أكواخ من القصب بدلاً من الخيام وذلك على الرغم من أن تفاعل الألوان في الصورة يخل به منظر بعض الأبنية الطينية التي أنشأت للوقاية من الحرائق
______________________
(١) K. Ritter. Op. cit. T. VII Abt. ٢. S.١٠٠٠.