أو لكي تستخدم كمخازن للحبوب ولمختلف الاحتياجات.
وتقع سوق الشيوخ على بعد ٤٠ كم إلى الأسفل من الناصرية وهذه بدورها تقع على نفس المسافة من العبد إلى الجنوب من مدينة شطرة المنتفك الواقعة على شط الحي ومعناه «النهر الثعباني» وهو اسم أطلق عليه بسبب كثرة التعرجات في مجراه (١).
وتدين شطرة المنتفك بقيامها لضريح أحد الأولياء المسلمين الذي يقع غير بعيد عن المدينة الحالية، فقد كان هذا الضريح يجذب منذ القدم الكثير من الزوار فنمت بسبب ذلك بالقرب من المزار قرية صغيرة. ولم يكن لهذه القرية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات عن شط الحي على فرع شبه جاف منه، أهمية تجارية كبيرة وظلت تحيا حياة تعسة إلى أن كلف ناصر باشا في نفس الوقت الذي بنيت فيه الناصرية، واحداً من الذين يثق بهم وهو مسيحي من بغداد اسمه نعوم سركيس بنقل بلدة شطرة المنتفك إلى شط الحي نفسه. وقد وضع للمدينة الجديدة مخطط بني بموجبة على ضفة شط الحي نفسها سوق وشقت شوارع واقيمت كل البنايات العامة الضرورية كالثكنة والقوناق وما أشبه. وقد استوطنت المدينة الجديدة التي تشبه في مظهرها الخارجي الناصرية كثيراً بسرعة حيث لم يسكنها سكان القرية السابقة فقط وإنما استقر فيها ايضاً ناس من خارج المنطقة بحيث بلغ عدد سكانها بعد عشرين سنة خمسة آلاف نسمة. ويفسر هذا النمو السريع بالنسبة للعراق العربي، الذي أصاب شطرة المنتفك بالأفضليات التي يتمتع بها موقعها الجديد الكائن على قناة صالحة للملاحة تجري في واحد من أكثر اجزاء العراق العربي خصوبة وتصب في
______________________
(١) Denis de Rivoyre, op cit. p. ٢٣٩.