ومديرين وما أشبه فأخذوا على عاتقهم بحكم ذلك مسؤولية المحافظة على الهدوء والنظام.
ويتأخم سنجق المنتفك سنجق العمارة وهو يشمل كلّ المجرى الأسفل لنهر الفرات من بلدة المدينة الواقعة بالقرب من القرنة إلى حصن قلعة الدراج الواقعة على حدود ولاية بغداد حيث يتوغل السنجق المذكور في هذه الأخير عميقاً ممتداً على طول قناة شط الحي حتى مصبها (١) في نهر دجلة عند كوت الأمارة. وهكذا يشمل سنجق المنتفك جميع الأراضي التي يقطنها عرب المنتفك الذين أصبحت الزراعة عندهم، بالمقارنة مع القبائل العربية الأخرى في العراق أول حقوق المواطنة وذلك لأن التربة السوداء تغلب في المنطقة التي يقطنونها على الأهوار والصحراء، فهذه الأخيرة أي الصحراء لا تلاحظ إلا على ضفة الفرات اليمنى حيث تتصل حدود سنجق المنتفك بالصحراء السورية، في حين لا تشغل الأهوار والمستنقعات، إذا استثنينا مستنقعات لملون (٢) الواقعة خارج حدود السنجق، مناطق واسعة إلّا في القسم الجنوبي من السنجق المذكور ابتداءً من سوق الشيوخ. لذا فإن ظروف الاشتغال بالزراعة تكون في جميع أنحاء سنجق المنتفك الأخرى مناسبة جداً بحيث ان انتقال سكان المنتفك من حالة التنقل إلى التحضر يحصل أسرع منه عند القبائل العراقية الأخرى.
والناصرية هي المدينة الرئيسية في السنجق (٣)، وتقع على الضفة اليسرى للفرات عند مصب شط الحي فيه. على بعد ١٤٠ كم تقريباً كخط
______________________
(١) لا يصب شط الحي أو الغراف في دجلة بل يأخذ مياهه منه ـ المترجم.
(٢) الصحيح لملوم ـ المترجم.
(٣) Demis de Eivoyre Les veais arabst et leur pays Pays Paris ١٨٨٤. P. ١٦٧. FF.