في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بإعادة بناء القبر وأقام عليه ضريحاً جديداً يتألف من قبة من القاشاني الأزرق. ولكن الضريح تهدم في ١٩٠٤ فأعيد بناؤه مرة أخرى. وقد ألحقت بالضريح بناية تتألف من طابقين تحوي أماكن للنزلاء، وخلف السياج الذي يحيط بالضريح وبالبناية المخصصة لاستقبال الغرباء قامت بلدة كاملة تعيش بشكل كلي على الزوار الذين يؤمون الضريح.
ومع ذلك فإن عدد الزوار لا يتناسب مع المكانة التي يحتلها النبي عزرا عند اليهود الذين يدينون له بالمحافظة على كيانهم. فقانون موسى كان قد وحد كما هو معروف اليهود آنذاك ومنع تفككهم ولكن هذه الرابطة بدأت تضعف بالتدريج نتيجة لتراجع اليهود المتزايد عن الالتزام الدقيق بتعاليم التوراة، وإلى عزرا يعود شرف إعادة قانون موسى في نقائه الأول بين اليهود الموجودين في بابل أولاً ثم بين شركائه في العقيدة في القدس بعد ذلك حيث حرم التزاوج مع الكنعانيين فتلافى بذلك في الوقت المناسب ما كان قد بدأ قبل ذلك من تمثيل اليهود من قبل هؤلاء الأخيرين (١).
ولم يبق، لكي ننتهي من وصف سنجق العمارة، إلا أن نقول بأن قيام «إدارة الضياع السلطانية» أو ما يسمى بـ «الأراضي السنية» هناك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهي المؤسسة التي احتكرت أراضي مزروعة واسعة في السنجق، يمكن اعتباره بداية لتهدئة المنطقة. فالقبائل المحلية القليلة التحضر والحربية النزعة جذبتها الإدارة المذكورة إلى الاشتغال بالعمل الزراعي وذلك بفضل تأجير الضياع السلطانية إلى شيوخها الذين أصبحوا في الوقت نفسه موظفين حكوميين عثمانيين أي قائمقامين
______________________
(١) Lenormant, Histoire ancenne de I, orient T. VI. P. ٣٢٢ FF.