قلعة صغيرة يحيطها سور من الطين وتتخذ مقراً للمسؤول التركي والقلة من الجندرمة التابعين له. وجميع أهل البلدة الذين يبلغ عددهم الفي نسمة يعيشون في بيوت من الطين منتشرة حول القلعة. أما مزار علي الغربي الذي تقول المآثر أن جثة علي الشاكي قد غسلت فيه بعد موته فإنه يقع على بعد ٤٥ كم تقريباً على الشمال الغربي من علي الشرقي. ويسكن في تلك البلدة الكثيرة النشاط حوالي الفي نسمة يشتغل أغلبهم بالتجارة الصغيرة أو كوكلاء لتجار بغداد لمبادلة المنتجات الحيوانية التي يجلبها إلى هناك عرب بني لام بمنتجات الصناعة الأوربية التي أصبح الرحّل المذكورون يستخدمونها في اقتصادهم البسيط.
والمزار الثالث الذي يستحق الذكر هو ضريح النبي عزرا (العزير) الواقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة في منتصف الطريق تقريباً بين القرنة وشطرة العمارة. والعزير لا يحظى بتقديس اليهود فقط بل والمسلمين أيضاً. وعلى الرغم من أن بعض المؤرخين اليهود يؤكدون بأن قبر النبي عزرا هو في القدس، إلا أن اليهود العراقيين لا يشكون في صحة القبر الموجود عندهم وهم يستندون في ذلك على التلمود الذي يذكر أن الموت داهم عزرا في بلدة زمزوم على دجلة وهو في طريقة إلى سوسة. وتذكر الرواية التي أوردها (W. Ainsworth) (١) أن النبي عزرا كان قد دفن في البداية في المحل الذي مات فيه قبل أوانه، وبعد أن أهمل قبره وتحول بالتدريج إلى تل من الخرائب فرض السلطان نفسه على الطائفة اليهودية في العراق أن تنقل رفاته إلى الموضع الذي يرقد فيه الآن وأن تبني له ضريحاً فيه. وعندما أخذ هذا الضريح يتهدم، أهتم والي بغداد أحمد باشا
______________________
(١) A personal Narrative Of the Enphrates expedition. London ١٨٨٨ Vol. II. P. ٤٥٥.