الثلاثة التي يتألف منها هذا السنجق وهي الزبير ودويريج وشطرة العمارة، نواحي وهي عادة تزداد كلما زاد عدد السكان الحضر في المنطقة. وهكذا فباستثناء قضاء شطرة العمارة التي تاسست في ثمانينات القرن السابق في الموضع الذي يقوم به الحصن العربي قلعة صالح وهو الحصن الذي كان مقراً لشيخ مشايخ البو محمد، وكذلك قرية مسيعيدة في قضاء الزبير فإن الأماكن الوحيدة التي تستحق الذكر هي المزارات التي يؤمها الناس للزيارة.
ومن بين هذه المزارات هناك إثنان خاصان بالشيعة الذين يؤلفون ثلاثة أرباع سكان العراق الجنوبي هما علي الشرقي وعلي الغربي (١) يقع الأول منهما على بعد ٤٠ كم إلى الشمال الغربي من مدينة العمارة على الضفة اليسرى لنهر دجلة وقد أطلق عليه إسم الشرقي تمييزاً له عن الثاني الواقع على الضفة اليمنى أي الغربية من النهر. ويدفن في علي الشرقي على ما تذكره الروايات الماثورة علي الشاكي إبن الإمام الكاظم وحفيد الإمام موسى (٢)، وقد شيد على قبره ضريح ذو قبة. وتوجد بالقرب من الضريح
______________________
(١) ي. أيز تشيريكوف، سجل الطريق، بغشراف أز كمازوفو الجمعية الجغرافية الروسية، قسم غرب القفقاس، الكتاب التاسع ص٤٥ [بالروسية].
(٢) لقد اختلط الأمر على المؤلف فالإمام الكاظم هو نفسه الإمام موسى كما هو معروف. أما عن علي الشرقي فيذكر السيد محمد حرز الدين في الصفحات ٨٤ ـ ٨٧ من «مراقد المعارف، النجف ١٩٧١» بأنه علي بن محمد بن موسى بن عبد الله الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وأما علي الغربي فهو على الغراب بن يحيى بن علي بن محمد بن أحمد بن زيد بن علي بن محمد بن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «المصدر نفسه ص٨٢ ـ ٨٣» ـ المترجم.