من جانب شرکائهم في الدين سابقاً وکذلک من جانب السلطات العثمانية إلى حد قامت معه أمام الدول المعنية ضرورة ملحة هي الدفاع عن مصالح الطائفة البروتستانتية امام الباب العالي. وقد قامت بريطانيا العظمى بالخطوة الأولي في هذا المجال عندما عمدت في ١٨٤٠ بإسناد من بروسيا إلى الطلب من الباب العالي بأن يسمح ببناء کنيسة بروتستانتية في القدس. وقد رفضت الحکومة العثمانية هذا الطلب في أول الأمر لکنها اضطرت بسبب عدم مساندة أية دولة أخرى لها في هذا الأمر، إلى التراجع فافتتح أسقف أنکليکاني جاء من لندن أول مصلى للبروتستانت في القدس عام ١٨٤٢ (١).
وفي ١٨٥٠ اعترف رسمياً بوجود الطائفة البروتستانتية وذلک بفضل الجهود المشترکة التي بذلها ممثلو بريطانيا وبروسيا والولايات المتحدة الامريکية. وأصبح لها الحق بموجب المرسوم السلطاني الذي صدر في السنة المذکورة في أن يکون لها مندوبها الخاص أي «وکيل» في اسطنبول. کما تألف مجلس إداري تابع للـ «وکيل» يتألف من إثني عشر عضواً. ونظمت على هذا الغرار تقريباً الطوائف البروتستانتية في الأقاليم. وينبغي أن نلاحظ في هذا المجال بأن فرمان السلطان وکذلک السلطة العثمانية، لم تفرق بأي شکل من الأشکال بين الکنائس المختلفة مثل اليرسبتيرية والأسقفية والميثودستية ... الخ ولهذا فإن اسم «بروتستانت» يشمل أتباع کل من هذه الکنائس وکذلک الذين تحولوا إليها دون تفريق على اساس القومية (٢).
وبعد أن أمنت بريطانيا العظمي بهذا الشکل شرعية تمثيلها لرعايا السلطان البروتستانت، قررت أن تستحصل من الحکومة العثمانية الموافقة
______________________
(١) (ED. ENGELHARDT: OP. CIT. T. L. P. ٦١FF.)
(٢) (f. van den steen de jehay. Op. cit. p. ٢١٩ff.)