ولا المعرفة الکافية باللغات وبأن جميعهم تقريباً يأتون إلى الشرق الأدنى بقناعات مسبقة ليست قومية وإنما طائفية بحتة أيضاً وذلک أمر خطر عند التعامل مع منشقي الشرق الأدني، إن القضية هنا هي ليست قضية الاستيلاء على حصن الخصم. من الضروري أن ننظر إلى اليونان والأرمن نظرتنا إلى الحلفاء السابقين الذين انقطعوا عنا وانعزلوا في جيش منفرد... هناک فرق کبير بين التوحيد عن طريق الخضوع الاختياري لرئيس اکنيسة المعنية وبين ابتلاع روما للوحدويين ابتلاعاً تاماً، فإذا کان بالإمکان الاکتفاء بالأول فلماذا السعي إلى الثاني الذي يقلق العقل ويثيره؟».
«يجب على البابا أن يحرص على أن تحتفظ الکنيستان اليونانية والأرمنية بعد أن تعترفا بزعامته بتدرج الوظائف الخاص بهما وبأن تبقى لدى هيأتيهما الکهنوتيتين السلطة التي کانتا تتمتعان بها قبل انشقاق فوتية... وسيکون من المرغوب فيه التقرب من أفراد هاتين الهيئتين إلى الحد الذي يمکن من الحصول على ثقتهم أو على أقل تقدير دفعهم إلى الاعتقاد بصدق نوايانا عند ذلک سيبدأون بالنظر بهدوء إلى تنويرنا لرعيتهم وإلى اشمئزاز هذه الأخيرة من الضلال الذي سيکون وعيهم له أکثر کلما کانوا واثقين من أن أحداً لن يتطاول على دائرة اختصاصهم »...
ويختتم المرکيز (De Bonnac) رسالته بالقول: «أما عن جانب الطقوس فإن على المبشرين أن لا يتکلموا أو يکتبوا ضد صيام أو طقوس الأرمن واليونان وإنما على العکس يجب دفع حتى اولئک الذين انضموا إلى الکنيسة الرومانية إلى الالتزام بطقوسهم وصياماتهم السابقة لکي لا يختلفوا في شيء عن أبناء جلدتهم الذين ظلوا مخلصين لکنيستهم. ربما کان ذلک هو الأکثر أهمية».
إن هذه الرغبات التي أبداها السفير
الفرنسي هي عبارة عن تلخيص