لکل ما قيل وکتب قبله بشان إصلاح وضع الدعاية الکاثوليکية في الشرق. وکان البابوات أنفسهم، وهم ذوو مصلحة قوية في اتساع وترسيخ مکانتهم الروحية بين المسيحيين الشرقيين، قد أقلقتهم وأثارت خشيتهم بوادر العداء الأول تجاه المبشرين فبادروا ابتداء من ١٦٦٩ إلى إصدار عدد کبير من الرسائل والمراسيم منعوا فيها الرهبان الکاثوليک من جذب الوحدويين إلى الکنيسة اللاتينية.
وکانت (Vongregatio de Propaganda Fide) التي أنشأها البابا کريکوري الخامس عشر في ١٦٢٢ خصيصاً لإدارة شؤون المبشرين الکاثوليک ولتوجيه نشاطهم تسعى دون کلل للتخفيف من تزمت وتعصب مندوبيها تجاه المسيحيين الشرقيين. وانطلاقاً من اهتمامها الدائب للقضاء على کل حجة مهما کانت صغيرة للصدام وسوء التفاهم بين هؤلاء وأولئک أصدرت في ١٦٤٥ مرسوماً يحدد العلاقات بين المبشرين والوحدويين الذين لهم سلکهم الکهنوتي الخاص بهم بالنقاط الأربع التالية.
١ ـ في المناطق التي يوجد فيها أکثر من سلک کهنوتي واحد تنتمي إلى مذاهب مختلفة يکون لکل منها سلطة على اتباع مذهبه فقط ويجب عليه أن لا يسمح لغيره ولا يقوم هو بنفسه باستمالة اتباع مذهب آخر إلى طائفته.
٢ ـ للمبشرين الموجودين في المناطق المذکورة الحق في أن تشمل سلطتهم الوحدويين الذين هم ليسوا من اتباع مسلک وحدوي معين.
٣ ـ ينبغي على المبشرين الذين يجذبون المسيحيين الشرقيين إلى الوحدة أن لا يحولوهم إلى الکاثوليکية بل على العکس هم ملزمون بأن يقنعوهم بأن يبقوا في طائفتهم السابقة وأن يستمروا على الخضوع للسلک الکهنوتي الخاص بهم.