محمود متأثراً بالطاعون الذي کان قد اجتاح اسطنبول في السنة السابقة فأعاد إلى الذاکرة الأوبئة المخفية السابقة التي محقت سکان عاصمة الامبراطورية أکثر من مرة، اللجوء إلى مساعدة ممثلي الصحة العالميين لاتخاذ الاجراءات الکفيلة بمنع انتشار الأمراض الوبائية في الدولة العثمانية (١). ومنذ ذلک الوقت ظلت هذه المؤسسة الدولية قائمة حتي إنها اصبحت واحدة من أکثر مؤسسات الامبراطورية العثمانية ازدهاراً. ويعود السبب في هذه الظاهرة إلى أن الادارة الصحية لا تکلف الدولة مصاريف کبيرة ذلک إن جميع إيرادات مراکز الحجر الصحي في الامبراطورية تذهب إلى تلک الادارة.
وتتألف الايرادات المذکورة من الضرائب التالية :
١ ـ من الرخص الصحية التي تمنح للسفن حيث تدفع کل سفينة ٢٠ بارة (٤ کوبيکات) عن الطن الواحد إذا لم تکن حمولتها تزيد على ٥٠٠ طن و١٢ بارة (٢،٤ کوبيک) إذ کانت الحمولة ما بين ٥٠٠ ، ١٠٠٠ طن و ٨ بارات (١،٦ کوبيک) إذا زادت عن الألف طن.
٢ ـ الضرائب التي تؤخذ من السفن مقابل مکوثها في مرکز الحجر الصحي ويتراوح مقدارها ما بين ٤٠،١٠ قرشاً (ما بين ٨٠ کوبيکا وثلاثة روبلات و ٢٠ کوبيکاً) لليوم الواحد تبعاً لمقدار حمولة السفينة، فضلاً عن ٢٥ قرشاً أخرى (روبلان) في اليوم تذهب لصالح حرس مرکز الحجر الصحي وضريبة خاصة أخرى تؤخذ مقابل تعقيم البضائع.
٣ ـ ضريبة مقدارها ثمانية قروش (٦٤ کوبيکاً) في اليوم تؤخذ من کل حاج يقضي مدة الحجر الإلزامية في مرکز الحجر الصحي.
______________________
(١) Ch. Morawitz: Op. Cit. P. ٢١٨.