إن من غير الممکن وضع حد لمثل هذا الالتفاف على مرکز الحجر الصحي في البصرة طالما انّ مدينة المحمرة الفارسية الموجودة على الجوار والواقعة على شط العرب أيضاً لا تقيم هي أيضاً مرکزاً ممائلاً للحجر الصحي، وإلّا فإنه يتحتم أن يقام على جانبي النهر وفي الصحراء المحيطة بالبصرة نطاق صحي دائم لا يقل عدد المشتغلين فيه عن ١٠٠٠ ـ ١٥٠٠ شخص، وطبيعي أن دائرة الحجر الصحي ليس في طاقتها إقامة مثل هذا النطاق.
إن مرکز الحجر في الصحي الرئيسي الذي قضي بإقامته مؤتمر باريس الصحي في الفاو کان يمکن أن يکون أکثر فعالية على ما يبدو وذلک لأنه سيکون من الأصعب على رکاب السفن التجارية والشراعية أن يتسللوا إلى البصرة خفية لان الفاو تقع عند مدخل شط العرب مباشرة وهو موقع تسهل منه مراقبة الصحراء. بيد أن محطة الحجر الصحي هذه لا تحقق هدفها بشکل تام إلّا إذا اقترنت بإقامة حماية صحية دولية للخليج نفسه. هذا ويوجد في الفاو في الوقت الحاضر مرکز للمراقبة الصحية يتألف من ناظر وإثنين من الحراس.
إن محطة الحجر الصحي في البصرة والکادر الطبي الذي يديرها تقع، شأنها في ذلک شأن کل مؤسسات الحجر الصحي في الامبراطورية العثمانية تحت إدارة «المجلس الصحي الدولي الأعلى» الموجود في اسطنبول وفي تبعية مباشرة له. ويتألف المجلس المذکور من ثمانية ممثلين عن الدولة العثمانية وممثل واحد عن کل من روسيا وفرنسا وألمانيا والنمسا ـ المجر وبريطانيا العظمى وبلجيکا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا واليونان والسويد والنرويج وفارس والولايات المتحدة الأمريکية.
ويعود تأسيس هذا المجلس إلى سنة ١٨٣٨
عندما قرر السلطان