من مدرسة الحقوق ومدرسة الطب والمدرسة العليا للعلوم السياسة والأدارية والمدرسة البحرية والمعهد الحربي والمدفعي ومدرسة التعدين والمعهد الصناعي ومعهد الفنون الجميلة والمعهد التجاري والمعهد البيطري والزراعي. وكل هذه المعاهد العليا وكذلك الليسية التي سبق ذكرها لا توجد إلا في اسطنبول ولم نذكرها هنا إلّا ليأتي وصفنا كاملاً (١).
لقد وضعت اللجنة التي كانت تعني بإصلاح المدارس برنامجاً متكاملاً يهدف إلى رفع مستوى التعليم. فتقرر أن يكون تعلم القراءة والكتابة مجانياً والزامياً وفرضت على الآباء الذين يمانعون في تعليم أبنائهم غرامة تتراوح ما بين خمسة ومائة قرش (ما بين أربعين كوبيكا وثمانية روبلات) وأتخذت اللجنة قراراً يقضي بأن كل مدينة يزيد عدد بيوتها على الخمسمائة بيت ملزمة بأن تكون فيها مدرسة «رشدي».
أما إذا كان سكان المدينة ينتمون إلى أكثر من قومية فقد اعترف لكل قومية يزيد عدد بيوت أبنائها على المائة بيت بالحق في أن يكون لها مثل هذه المدرسة على أن تقوم الحكومة بالصرف عليها. وفي المدن التي يزيد عدد بيوتها عن الألف بيت افترض أن تفتح فيها مدرسة «إعدادية» واحدة على الأقل فضلاً عن مدرسة «سلطانية» أي ثانوية واحدة في مركز كل ولاية (٢).
غير إن القسم الأغلب من هذه النوايا الطيبة لم يتحقق بسبب نقص المال اللازم. وإذا ما كان وضع الشؤون المدرسية في الأقاليم العثمانية في
______________________
(١) مجموعة التقارير القنصلية لعام ١٩٠٣، الأصدار الأول مادة: الشؤون المدرسية في تركيا، قنصلية السيد يترياييف السرية في خربوط.
(٢) Ch. Morawitz: Op. Cit. P. ١٧٣.