وسلم فقال لي : ألق صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لي : إيه إيه (١) (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً) فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : إقذفه فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم ، قال علي عليه السلام : فما صعد به حتى الساعة (انتهى) ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ١ ص ٨٤ وص ١٥١) مختصراً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٤٠٧) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٠٠) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة ، وأخرجه الحاكمي.
[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٥] روى بسنده عن أبي مريم الأسدي عن علي عليه السلام ، قال : لما كان الليلة التي أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أبيت على فراشه وخرج من مكة مهاجراً انطلق بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الأصنام فقال : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي ثم قال : انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال : اجلس فجلست فأنزلته عنى وجلس لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لي : يا علي إصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وخيل لي إني لو شئت نلت السماء وصعدت إلى الكعبة ، وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فألقيت صنمهم الأكبر ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه فعالجت فما زلت أعالجه ويقول رسول اللّه صلى اللّه عليه
_______________
(١) إيه : بكسر الهمزة والياء المثناة التحتانية ثم الهاء ، إسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل ، وقد تؤكد بلفظة مثلها.