مجتهدة ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت : إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه إني لم أقل إلا حقاً ، قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كفه المباركة بين كتفي علي عليه السلام ثم هزها وقال : يا على هذا ثواب الدينار ، وهذا جزاء الدينار ، هذا من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، ثم استعبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باكيا وقال : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم (كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قٰالَ : يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا) قال : خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال (ثم قال المحب الطبري) في شرح بعض ألفاظ الحديث ما هذا نصه :
(ولوحته الشمس) إذا غيرت لونه وكذلك ألاحته (ولم يحر) أي لم يرجع والحور الرجوع ، ومنه (إنه ظن أن لن يحور) (والنظر الشحيح) هو الذي لا يملأ العين منه واللّه أعلم من الشح البخل وهو نظر الغضب (واستعبر) من العبرة وهى تحلب الدمع ، تقول : عبرت عينه واستعبرت أي دمعت».
[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٢٢] قال : وعن علي بن زاذان إن علياً عليه السلام حدث حديثا فكذبه رجل فقال علي عليه السلام : أدعو عليك إن كنت صادقاً ، قال : نعم فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره (قال) أخرجه الملا في سيرته وأحمد في المناقب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٦) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٧) ، وتقدم في الجزء الأول (ص ٣٥٠) في باب من كنت مولاه فعلى مولاه أن علياً عليه السّلام قد استشهد الناس وقال : أنشد اللّه رجلاً سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول ـ يعني يوم غدير خم ـ فقام ستة عشر فشهدوا ، وقال الراوي في آخره : وكنت فيمن كتم فذهب