وأكثر أهل مكة والمدينة وغيرهم من أهل البوادي.
وروى العياشي أن الموجودين ممن سمعوا ذلك النص يوم بيعة ابى بكر كانوا اثنى عشر ألفا سوى من مات منهم ومن كان في مكة وغيرها من الأمصار وان شئت فانظر الى كتاب الاحتجاج وتفسير العسكري عليهالسلام وكتاب البرهان وكتب الكلام وغير ذلك ، فإنها تضمنت ان أمير المؤمنين عليهالسلام احتج بهذا الخبر في زمان أبو بكر ثم في زمان عمر ثم في زمان عثمان ثم بعده وكان كل ما استدل به وطلب من الناس الشهادة قام أربعون رجلا ممن اتفق حضورهم في مجلس واحد وقد يقوم أكثر منهم فيشهدون انهم سمعوه وقد تلقاه جميع الإمامية بالقبول وحفظوه ورووه ولم يزداد عدد رواته حتى في زمان بنى أمية وبنى العباس لم يبق أحد من علماء الإمامية ولا علماء العامة الا وقد نقله ورواه إلى الان لا يكاد يخلو منه كتاب من كتب الفريقين حتى الف ابن عقدة الحافظ الزيدي (١) كتابا في إثباته أورد فيه مائة وخمسة وعشرين طريقا على ما قيل ولم يصل إلينا ذلك الكتاب وبدون هذا يثبت التواتر ولم يختلف ألفاظه ليكون تواترا معنويا (٢).
ومنها : قوله عليهالسلام سلموا على على بإمرة المؤمنين (٣) فإن هذا اللفظ بعينه قد تكلم به عليهالسلام في ذلك اليوم الشريف بمحضر من ذلك المجمع العظيم الذين هم ألوف كثيرة لا يحصى عددهم ولم يزل عدد رواته في ازدياد والكلام فيه قريب من نص الغدير بل لا يقصر عنه.
ومنها : قوله عليهالسلام على منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (٤) فإن هذا اللفظ بعينه قد صدر عنه مرارا كثيرا جدا ، وفي المجالس والمحافل وعلى المنابر وحال اجتماع العساكر ولم يزل عدد رواته في ازدياد ولا يكاد يخلو منه كتاب
__________________
(١) أحمد بن محمد بن سعيد ثقة زيدي مولده ٢٤٩ توفي بالكوفة سنة ٣٣٣
(٢) راجع إحقاق الحق ج ٢ وكتاب الغدير للعلامة الأميني ره
(٣) راجع إحقاق الحق ج ٤ ص ٢٧٧
(٤) إحقاق الحق ج ٥ ص ١٣٣