فائدة (٣٢)
في باب ان الأئمة أركان الأرض من الكافي عن ابى عبد الله عليهالسلام في وصف حال الأئمة عليهمالسلام جعلهم الله أركان الأرض ان تميدها بأهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى الحديث (١).
أقول : ظاهر قوله ومن تحت الثرى يقتضي إرادة المخلوقات الكائنة في باطن الأرض ولا يلزم من ذلك الخلأ هناك كما لا يلزم من وجود المخلوقات على وجه الأرض عند كثير من العلماء بل يتأتى ذلك على المذهبين وقد ثبت عموم دعوة الرسول عليهالسلام ويتبعها عموم حجيتهم عليهمالسلام.
ويحتمل أن يكون مبنيا على كروية الأرض وتكون الفوقية والتحتية بالنسبة ، فحاصل المعنى على هذا أنهم حجة الله على كل من على وجه الأرض وهذا كما يتم مع الكروية يتم مع كونها مكعبة.
أو المراد كل من كان على وجه الأرض أو وجه البحر المحيط بها من المكلفين ، لأنهم بالنسبة إلينا تحت الثرى ، ويمكن أن يريد الأحياء والأموات الذين دفنوا ويرجعون في الرجعة أو القيمة وقد وقع تصريح بنحو هذا في عدة اخبار.
والوجه الأول مبني على الظاهر ، والوجه الثاني قريب ولا يخلو من لطف فتدبر.
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ١٩٦ ط الغفاري ح ١