وان جعفر بن محمد بن نعيم روى عن مشايخه الف كتاب من كتب الإمامية وان أصحاب كل واحد من الأئمة (ع) كانوا يزيدون على الف وألفين وانهم سألوا الجواد عليهالسلام في كل يوم واحد عن ثلثين الف مسئلة فأجابهم عنها.
وان الحسن بن خالد البرقي أخا محمد بن خالد روى تفسير العسگرى عليهالسلام من إملاء الإمام عليهالسلام مأة وعشرين مجلدة ذكره ابن شهرآشوب وغيره وأمثال ذلك مما لا يعد ولا يحصى فكيف يدعى عدم وجود التواتر اللفظي أصلا وقلة التواتر المعنوي جدا واختصاصه بأصول الشرائع مع قلتها.
ولو أردنا ذكر ما يناسب المقام ويدل على ما قلنا من كلام علماء الرجال وغيرهم من أصحابنا المتقدمين والمتأخرين لطال الكلام جدا.
وسابعا : ان قوله من سئل عن إبراز مثال لذلك أعياه طلبه ، ان كان قائله من العامة فليس بعجب فان أحاديثهم كما عرفت وما تواتر عندهم من النص لا يعترفون بتواتره ، وان كان من الخاصة فهو صادر اما عن غفلة أو قلة تتبع الأحاديث لزيادة الاشتغال بجميع العلوم والكتب من مؤلفات العامة والخاصة وصرف أكثر العمر في ذلك.
ونحن نورد له جملة من الأمثلة التي لا يقدر على إنكارها.
فمنها : نص الغدير وهو قوله عليهالسلام ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار (١).
فهذه الألفاظ صدرت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله على المنبر على رؤس الاشهاد في حضور جماعة كثيرين ، روى انهم كانوا خمسين ألفا ، وروى أكثر وروى أقل ولا يقدر ممن له ادنى تتبع ان يدعى انتهاء عدد الحاضرين إلى أدنى مراتب التواتر بل من المعلوم قطعا انهم كانوا أضعاف أضعاف عدد التواتر وطار الخبر منهم إلى الأقطار ولم يزل الى الان في الاشتهار ، وكان ذلك في حجة الوداع في حال اجتماع أهل البلدان
__________________
(١) راجع إحقاق الحق للقاضي نور الله ره ج ٢ ص ٤١٥ ـ ٥٠١ والبرهان للعلامة السيد هاشم البحراني ره ج ١ ص ٤٩٠