فجاز أيضا أن يوصف بالمَجِيد ، لأن معناه العلو والكمال والرفعة ، والعرش أكمل شيء وأعلاه وأجمعه لصفات الحسن. والمَجْدُ : الكرم والعز.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَجْدُ حَمْلُ الْمَغَارِمِ وَإِيتَاءُ الْمَكَارِمِ ».
ورجل مَاجِدٌ : كريم شريف ، ويقال مفضال كثير الخير شريف. والتَّمْجِيدُ في الإنسان : أن ينسب الرجل إلى المَجْدِ ، وهو الشرف في الآباء ورجل شريف مَاجِدٌ : له آباء متقدمون في الشرف. والمَجْدُ والتَّمْجِيدُ : التشريف. وتعظيم وتَمْجِيدُ الله كأن يقول العبد
« يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَ ( مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) يَا فَعَّالاً ( لِما يُرِيدُ ) يَا مَنْ ( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى يَا مَنْ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ».
ونحو ذلك. قيل والمُمَجِّدُ في عرف الشرع مخصوص بالقائل « لا حول ولا قوة إلا بالله » ومَجَّدْتُهُ : إذا مدحته مدحا جيدا. ومَجَّدَنِي عبدي : أي شرفني وعظمني. وجمع المَجِيد أَمْجَاد ، ومنه قَوْلُهُمْ عليه السلام « أَمَّا نَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ فَأَمْجَادٌ ».
أي أشراف كرام وكذا أَمْجَاد جمع مَاجِد ، كأشهاد في شهيد أو شاهد.
( مدد )
قوله تعالى : ( وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ) [ ٨٤ / ٣ ] أي بسطت بأن تزال جبالها وكل أكمة فيها حتى تمتد وتنبسط ، كقوله : ( قاعاً صَفْصَفاً ) وقيل إنها تمتد ويزاد في سعتها. قوله : ( مَدَّ الْأَرْضَ ) [ ١٣ / ٣ ] أي بسطها طولا وعرضا لتثبت عليها الأقدام. قوله : ( مَدَّ الظِّلَ ) [ ٢٥ / ٤٥ ] أي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ( وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ) أي دائما
لا يتغير ، أي لا شمس معه ، وقيل ( مَدَّ الظِّلَ ) جعله منبسطا لينتفع به الناس ( وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ) أي لاصقا بأصل كل ذي ظل من بناء أو شجر فلم ينتفع به أحد ، ومعنى ( جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ) أي الناس يستدلون بالشمس