أدلّتنا
على نفي التحريف
القرآن الكريم تبيان كلّ شيء ، وهذا
يدلّ على كونه تبياناً لنفسه أيضاً ، فيلزمنا الرجوع إليه لندقق هل فيه ما يدلّ على نقصانه أو عكس ما يتصور ؟
وفي الواقع أنّ في القرآن الكريم آيات
تنصّ على صيانته عن أيّ تحريف ، بل حفظه عن كلّ تلاعب ، وأنّ كلّ أشكال التصرّف فيه منتفية.
قال تعالى : ( اعْمَلُوا مَا
شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ *
لَّا
يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
) .
فالقرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه ، ووقوع النقصان فيه ، من أظهر مصاديق الباطل ، وهو غير حاصل.
فهو إذاً مصون من قبل الله تعالى عن
النقصان منذ نزوله وإلى الأبد.
وقال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
) .
لا يخفى أنّ المراد هنا هو القرآن
الكريم كما أنزله الله سبحانه على
__________________