التقيّة
إنّ التقية اسم ل « اتّقى يتّقي » والتاء بدل من الواو ، وأصله من الوقاية ، ذلك إطلاق التقوى على طاعة الله ، لأنّ المطيع يتخذها وقاية له من النار والعذاب.
وأصل اتّقى : أو تقي فقلبت الواو ياء لكسرة وسلم قبلها ثم أبدلت تاء وأدغمت ، ومنه حديث الإمام علي عليهالسلام : « كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » ، أي : جعلناه وقاية من العدوّ (١).
إنّ التقية هي اتّخاذ الوقاية من الشرّ ، فمفهومها هو إظهار الكفر وإبطان الإيمان أو التظاهر بالباطل وإخفاء الحق ، فهي تقابل النفاق ؛ لأنّ النفاق عبارة عن إظهار الإيمان وإبطان الكفر والتظاهر بالحق وإخفاء الباطل ، إذن التباين بينهما ظاهر ولا يصحّ عدّ التقية من فروع النفاق.
إنّ حدّ المنافق هو قوله تعالى : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) (٢) ، فهو لا
__________________
(١) ابن الأثير في النهاية ٥ : ٢١٧.
(٢) المنافقون (٦٣) : ١.