يعمّ من يستعمل
التقية اتّجاه الكفّار والعصاة فيخفي إيمانه ويظهر الموافقة لغاية صيانة النفس والعرض والمال ، والتقية من المفاهيم القرآنية التي وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، وكما استعملها مؤمن آل فرعون لصيانة الكليم عن القتل والتنكيل (
وَجَاءَ
رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ
لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )
، ولاذ بها عمّار عندما أخذ وأسر وهُدّد بالقتل (
مَن
كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ
) .
فالتجأ إلى التظاهر بالكفر خوفاً من
أعداء الإسلام وقال تعالى : (
إِلَّا
أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً
) ، وقوله تعالى : ( وَقَالَ رَجُلٌ
مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ) .
فالعقل يحكم أنّ ورودها في التشريع
الإسلامي لا يتناسب ولا ينسجم بأن نعدّها من أقسام النفاق ، وإلاّ لكان ذلك أمراً قبيحاً ويستحيل
__________________