بكم ، أو عاقبتكم.
قوله تعالى : ( وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ ) [ ٤٧ / ١١ ] أي لا وَلِيَ ولا نصير لهم.
وفي الحديث نهي عن بيع الْوَلَاءِ ، كانت العرب تبيع الْوَلَاءِ وتهبه فنهي عنه.
و « الْوَلَاءُ » بفتح الواو والمد : حق إرث المعتق ، أو ورثته من المعتق ، وأصله القرب والدنو ، والمراد هنا قرب أحد الشخصين فصاعدا إلى آخر على وجه يوجب الإرث بغير نسب ولا زوجية ، وأقسامه ثلاثة : العتق ، وضامن الجريرة ، والإمام. وتمام الكلام في المسألة يطلب من محله.
وفيه : « الْوَلَاءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ » (١) وَرُوِيَ « كَلُحْمَةِ الثَّوْبِ ». قيل في النسب بالضم وفي الثوب بالضم والفتح ، وقيل بالفتح وحده ، وقيل فيهما بالفتح ، ومعناه المخالطة في الْوَلَاءِ وإنها تجري النسب في الميراث كما تخالط اللحمة سدى الثوب حتى تصير كالشىء الواحد لما بينهما من المداخلة الشديدة.
وفيه : « الزَّكَاةُ لِأَهْلِ الْوَلَايَةِ » (٢). وفسرت بالذين يَتَوَلَّوْنَ الأئمة الاثني عشر (ع).
وفيه : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ ». منها الْوَلَايَةُ. « الْوَلَايَةُ » بالفتح : محبة أهل البيت وأتباعهم في الدين وامتثال أوامرهم ونواهيهم ، والتأسي بهم في الأعمال والأخلاق ، وأما معرفة حقهم واعتقاد الإمامة فيهم فذلك من أصول الدين لا من الفروع العملية.
و ( الْوَلِيُ ) من أسمائه تعالى ، وهو الناصر ينصر عباده المؤمنين ، وقيل الْمُتَوَلِّي لأمور العالم والخلائق القائم بها ، وأصل الكلمة من الْوَلْيِ وهو القرب ، يقال : « تباعد بعد وَلْيٍ أي بعد قرب. و « الْوَالِي » أيضا من أسمائه تعالى ، وهو المالك للأشياء الْمُتَوَلِّي
__________________
(١) الإستبصار ج ٤ ص ٢٤.
(٢) الكافي ج ٣ ص ٥٤٥.