والضمير في تلقائه له ، وقيل لموسى ، والتقدير من لقائك موسى أو من تلقاء موسى إياك ليلة الإسراء ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ (ص) قَالَ : « رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ مُوسَى (ع) ».
قوله تعالى : ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) [ ٥٠ / ٣٧ ] أي استمع كتاب الله وهو شاهد القلب ليس بغافل ولا ساه.
قوله تعالى : ( أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ) أي أوصلها إليها.
وَفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ أَحَبَ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ » (١). قيل : المراد بِلِقَاءِ الله المصير إلى دار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض الموت لأن كلا يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لِقَاءَ الله ، ومن آثرها وركن إليها كره لِقَاءَ الله.
وَفِي الْخَبَرِ الصَّحِيحِ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ! فَقَالَ : « لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَكَرِهَ لِقَاءِ اللهِ فَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ » (٢). أي إذا حاذى أحدهما الآخر ، يقال : « الْتَقَى الفارسان » إذا تحاذيا وتقابلا.
وفيه نهى عن تَلَقِّي الركبان ، وهي أن يستقبل الحضري البدوي قبل وصوله إلى البلد ، فربما أخبره بكساد ما معه كذبا ليشتري منه سلعته بالوكس والقيمة القليلة ، وذلك تغرير محرم.
وأَلْقَيْتُ الشيء : طرحته ، ومنه « أَلْقِ السجدتين » أي اطرحهما ولا تعتد بهما.
ومنه « الركن اليماني نهر من الجنة تُلْقَى فيه أعمال العباد ».
__________________
(١) الكافي ج ٣ ص ١٣٤.
(٢) الإستبصار ج ١ ص ١٠٨.