وَفِي وَصْفِهِ (ص) : « كَانَ إِذَا مَشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً (١) ». أي تمايل إلى قدام ، هكذا روي غير مهموز والأصل الهمز ، وبعضهم يرويه مهموزا ، وقيل معناه يتمايل يمينا وشمالا ، وخطأه الأزهري بناء على أن معنى التَّكْفِيَةِ الميل إلى سنن ممشاة كما دل عليه قوله فيما بعد : « كأنما ينحط من صبب » ولأن التمايل يمينا وشمالا من الخيلاء وهو مما لا يليق بحاله.
و « الْكَفَاءَةُ » بالفتح والمد : تساوي الزوجين في الإسلام والإيمان ، وقيل : يعتبر مع ذلك يسار الزوج بالنفقة قوة وفعلا ، وقيل بالإسلام ، والأول أشهر عند فقهاء الإمامية.
وكَفَأْتُ الإناء وأَكْفَأْتُهُ : إذا كببته وإذا أملته.
ومنه حَدِيثُ`الْهِرَّةِ : « كَانَ يُكْفِئُ لَهَا الْإِنَاءَ لِتَشْرَبَ مِنْهُ بِسُهُولَةٍ ».
وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ : فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِالْمَاءِ فَأْكَفَأَهُ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى. أي قلبه عليها.
ومنه : « أَكْفِئُوا الْآنِيَةَ حَتَّى لَا يَدِبَّ عَلَيْهَا دَبِيبٌ ».
وانْكَفَأَتْ بهم السفينة : انقلبت.
وَفِي حَدِيثِ الْغَيْبَةِ : « ولَتُكْفَؤُنَ كَمَا تُكْفَأُ السَّفِينَةُ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ (٢) ».
وكَافَأْتُهُ على ما كان منه مُكَافَأَةً وكِفَاءً : جازيته ، ويقال : كافيته بالياء ، ومنهما « المكافاة بين الناس ».
وَفِي وَصْفِهِ (ع) : « لَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِئٍ ».
أي ممن صح إسلامه حين يقع ثناؤه عليه ، وأما من استشعر نفاقا وضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه ولم يحفل به واسْتَكْفَأْتُ به فلانا إبله فَأَكْفَأْنِيهَا ، أي أعطاني لبنها ، والاسم الْكُفَاءَةُ بالضم والفتح.
وكَفَاهُ مؤنته كِفَايَةً أي لم يحوجه إليها.
و « كَفْيُكَ » بتسكين الفاء أي حسبك
( كلا )
قوله تعالى : ( قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ ) [ ٢١ / ٤٢ ] أي من يحفظكم منه من كَلَأَهُ يَكْلَؤُهُ مهموز
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ٢١.
(٢) الكافي ١ / ٣٣٦ ، وفيه « السفن ».