الأشعري (١) ، وهم الذين قالوا : نحن بعد ما قبض رسول الله (ص) يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رَأْيُ الناس. قَالَ الْعَلَّامَةُ الدِّمْيَرِيُّ ـ نَقْلاً عَنْهُ فِي تَفْسِيرِ الرَّأْيِ ـ : رَوَى نُوحٌ الْجَامِعُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ : مَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص) فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ ، وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ اخْتَرْنَاهُ ، وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ. وعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ : عَلِمْنَا هَذَا رَأْيٌ ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قَدَرْنَا عَلَيْهِ ، فَمَنْ جَاءَ بِأَحْسَنَ مِنْهُ قَبِلْنَاهُ. انتهى (٢) ، وهو باطل مردود.
__________________
الكنى والألقاب ج ١ ص ٥١ ـ ٥٤ وج ٢ ص ٤٠٣ ، وفيات الأعيان ج ٥ ص ٣٩ ـ ٤٧ ، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ١ ص ٢٨٧ ـ ٣٤٦. وللإمام الصادق (ع) مع أبي حنيفة مناظرة مهمة حول الرأي والقياس ذكرها الدميري في كتاب حياة الحيوان ج ٢ ص ١٠٣ فراجع.
(١) أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري ، إليه تنسب الطائفة الأشعرية ، كان معتزليا ثم عدل وقال في جامع البصرة : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي ، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا تراه الأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها ، وأنا تائب مقلع معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم وقبائحهم ... ولد سنة ٢٦٠ أو ٢٧٠ وتوفي سنة ٢٢٤ أو ٣٢٩ أو ٣٣٠ أو ٣٣٤ ودفن ببغداد وطمس قبره خوفا من أن تنبش قبره الحنابلة لأنهم كانوا يعتقدون كفره ويبيحون دمه. الكنى والألقاب ج ١ ص ٤٥ ، وفيات الأعيان ج ٢ ص ٤٠٢ ، وانظر تفاصيل أقواله ومعتقداته في الملل والنحل ج ١ ص ١٢٦.
(٢) في الملل والنحل ج ١ ص ٣٦٨ نقل أن أبا حنيفة قال : « علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه ، فمن قدر على غير ذلك فله ما رأى ولنا ما رأيناه.