فلا يجوز الاقتصار عليه. وأما ( أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ ) [ ١٧ / ٦٢ ] فالمفعول الثاني محذوف ، أي كرمته علي وأنا خير منه لعديت الفعل إلى ثلاث مفاعيل ، وللزم أن تقول : « أرَأَيْتُمُوكُمْ » بل الفعل معلق عن العمل للاستفهام ، أو المفعول محذوف تقديره : أرَأَيْتَكُمْ آلهتكم تنفعكم إذ تدعونها.
قوله تعالى : ( يُراؤُنَ النَّاسَ ) [ ٤ / ١٤٢ ] قال الشيخ أبو علي (ره) : قرئ في الشواذ « يَرْءُونَ » مثل « يَدْعُونَ » والقراءة المشهورة ( يُراؤُنَ ) مثل « يراعون » قال ابن جني (١) : « يَرْءُونَ » ومعناه يبصرون الناس ويحملون على أن يَرَوْهُمْ يتعاطون ، وهذا أقوى من ( يُراؤُنَ ) بالمد على يفاعلون ، لأن معناه يتعرضون لأن يَرَوْهُمْ.
قوله تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [ ٩ / ١٠٥ ].
رُوِيَ عَنْهُمْ (ع) : « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَلَى رَسُولِ اللهِ (ص) كُلَّ صَبَاحٍ ـ أَبْرَارُهَا وَفُجَّارُهَا ـ فَاحْذَرُوهَا » (٢). والمؤمنون هم الأئمة ـ عليهم السلام ـ (٣).
وفِي الْحَدِيثِ : « سُرُّوا رَسُولَ اللهِ
__________________
(١) هو أبو الفتح عثمان بن جنّيّ ـ معرّب كني ـ النّحويّ المعروف الّذي يتردّد اسمه في كثير من كتب النّحو والأدب ، كان يقرأ النّحو بجامع الموصل فمرّ به أبو عليّ الفارسيّ فسأله عن مسألة في التّصريف فقصّر فيها فقال أبو عليّ : زببت قبل أن تحصرم فلزمه من يومئذ مدّة أربعين سنة واعتنى بالتصريف ، ولمّا مات أبو عليّ تصدر ابن جنّيّ مكانه ببغداد ، وكان المتنبي يقول فيه : هذا رجل لا يعرف قدره كثير من النّاس ، وكان من شيوخ الشّريف الرّضيّ ، وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الأزري الموصليّ ، ولد قبل سنة ٣٣٠ ومات في سنة ٣٩٢ ه الكنى والألقاب ج ١ ص ٢٤١ بغية الوعاة ص ٣٢٢ ، معجم الأدباء ج ١٢ ص ٨١ ـ ١١٥.
(٢) الكافي ج ١ ص ٢١٩.
(٣) الكافي ج ١ ص ٢١٩.