جاء مع صاحبه طلحة
يستأذنان علياً في الخروج إلى العمرة ، وعرف علي نواياهما المبيتة فقال :
« والله ما أرادا العمرة ولكنّهما أرادا
الغدرة » .
والتحقَ الزبير هو الآخر بعائشة بنت أبي
بكر فهي أختُ زوجته ، وأخرجها هو وطلحة صوب البصرة ، ولما نبحتها كلاب الحوأب ، وأرادت
الرجوع جاؤوها بخمسين رجلا جعلوا لهم جعلا وشهدوا زوراً لكي تواصل أُمّ المؤمنين
عصيانها لرّبها ولزوجها ، وتسير معهم الي البصرة ، لأنّهم عرفوا بدهائهم بأن
تأثيرها في الناس أكبر من تأثيرهم ، فقد أوعزوا طيلة ربع قرن ، وأوهموا الناس
بأنّها حبيبة رسول الله وابنة الصديق الحميراء التي عندها نصف الدين ، والعجيب في
أمر الزبير أنّه هو الآخر خرج للطلب بدم عثمان كما يدّعي ، وقد اتهمه صلحاء
الصحابة بأنّه هو الذي عمل على قتله.
فقد قال له الإمام علي عند مُقابلته له
في ساحة المعركة : « أتطلب منّي دم عثمان وأنت قتلته »؟
وفي لفظ المسعودي قال له : « ويحك يا
زبير ما الذي أخرجك »؟ قال : الطلب بدم عثمان ، قال علي : « قتل الله أولانا بدم
عثمان » .
كما أخرج الحاكم في المستدرك ، قال : جاء
طلحة والزبير إلى البصرة ، فقال لهم الناس : ما جاء بكم؟ قال : نطلب بدم عثمان ، فقال
الحسين : أيا
__________________