ويكفينا في هذا ردّ اللّه سبحانه في محكم كتابه قوله : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (١) ، وقوله : ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ) (٢) ، وقوله لرسوله وكليمه موسى عليهالسلام لمّا طلب رؤيته : ( قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) (٣) ، ولن « الزمخشرية » تفيد التأبيد كما يقول النحاة (٤).
__________________
٦٩ : ٢٩٣ ، ولفظه : « كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم » ، ونحوه في تاريخ دمشق لابن عساكر ٦٦ : ٦٠ عن الشبلي.
١ ـ الشورى : ١١.
٢ ـ الأنعام : ١٠٣.
٣ ـ الأعراف : ١٤٣.
٤ ـ قال الشيخ السبحاني في كتابه « رؤية اللّه » ٦٦ ـ ٨٠ : « وربما نوقش في دلالة ( لن ) على التأبيد مناقشة ناشئة عن عدم الوقوف الصحيح على مقصود النحاة من قولهم » لن » موضوعة للتأبيد ، ولتوضيح مرامهم نذكر أمرين ثمّ نعرض المناقشة عليهما :
١ ـ إنّ المراد من التأبيد ليس كون المنفي ممتنعاً بالذات ، بل كونه غير واقع ، وكم فرق بين نفي الوقوع ونفي الإمكان ، نعم ربما يكون عدم الوقوع مستنداً إلى الاستحالة الذاتية.
٢ ـ إنّ المراد من التأبيد هو النفي القاطع ، وهذا قد يكون غير محدّد بشيء ، وربما يكون محدداً بظرف خاص ، فيكون معنى التأبيد بقاء النفي بحاله ما دام الظرف باقياً.
إذا عرفت الأمرين تقف على وهن ما نقله الرازي عن الواحدي من أنّه قال :