أقول : إنّ بعض علمائنا ينكر ذلك ، ولكن الأغلبية يؤمنون برؤية اللّه سبحانه في الآخرة ، وأنّهم سوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر ليس دونها سحاب ، ويستدلّون بالآية : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ * إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) (١).
وبمجرّد اطلاعك على عقيدة الشيعة الإمامية في هذا الصدد يرتاح ضميرك ، ويُسلّم عقلك بقبول تأويل الآيات القرآنية التي فيها تجسيم أو تشبيه للّه تعالى ، وحملها على المجاز والاستعارة ، لا على الحقيقة ولا على ظواهر الألفاظ ، كما توهّمه البعض.
يقول الإمام علي عليهالسلام في هذا الصدد : « لا يدركه بعد الهمم ، ولا يناله غوص الفطن ، الذي ليس لصفته حدّ محدود ، ولا نعتٌ موجودٌ ، ولا وقتٌ محدودٌ ، ولا أجل ممدودٌ ... » (٢).
ويقول الإمام محمّد الباقر عليهالسلام في الردّ على المشبّهة : « بل كلّ ما ميّزناه بأوهامنا في أدقّ معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود إلينا ... » (٣).
__________________
١ ـ القيامة : ٢٢ ـ ٢٣.
هذه الآية فَسّرها أئمة أهل البيت عليهمالسلام بأنّ الوجوه تكون يومئذ ناضرة بمعنى الحسن والبهجة ، وإلى رحمة ربّها ناظرة ( المؤلّف ).
٢ ـ نهج البلاغة ١ : ١٤ ، الخطبة ١.
٣ ـ ورد الحديث في كتاب مشرق الشمسين للبهائي : ٣٩٨ ، وعنه في البحار