يتضّح لنا الحقّ فنتبعه ، وما علينا بعد ذلك من رضى هؤلاء أو غضب أولئك مادمنا نتوخّى قبل كلّ شيء رضى اللّه سبحانه والنجاة من عذابه يوم لاينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى اللّه بقلب سليم.
( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أكَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (١).
أخرج البخاري في صحيحه (٢) قال : حدّثنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا سفيان ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب : إنّ أناساً من اليهود قالوا : لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً ، فقال عمر : أَيَّةُ آية؟ فقالوا : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ).
فقال عمر : إنّي لأعلم أيّ مكان أُنزِلتْ ، أُنزِلتْ ورسول صلىاللهعليهوآلهوسلم واقفٌ بعرفة.
وأخرج ابن جرير عن عيسى بن حارثة الأنصاري ، قال : كنّا
__________________
١ ـ آل عمران : ١٠٦ ـ ١٠٧.
٢ ـ صحيح البخاري ٥ : ١٢٧ ، كتاب المغازي ، باب ٧٩ في حجّة الوادع ، الدر المنثور ٢ : ٢٥٨ تفسير سورة المائدة ، الآية الثالثة.