المعنى الحقيقي ، فكلّ أعمى في الدنيا يكون أعمى في الآخرة؟
أجاب الشيخ : نحن نتكلّم عن يد اللّه وعين اللّه ووجه اللّه ، ولا دخل لنا في العميان.
قُلت : دعنا من العميان ، فما هو تفسيركم في الآية التى ذكرتَها : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ... )؟
إلتفت إلى الحاضرين وقال لهم : هل فيكم من لم يفهم هذه الآية؟ إنّها واضحة جليّة كقوله سبحانه : ( كُلُّ شَيْء هَالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ ) (١).
قلتُ : أنت زدت الطين بلَّةً ، يا أخي نحن إنّما اختلفنا في القرآن : ادّعيتَ أنتَ بأنّ القرآن ليس فيه مجاز وكلّه حقيقة! وادعيتُ أَنا بأنّ في القرآن مجازاً ، وبالخصوص الآيات التي فيها تجسيم للّه تعالى أو تشبيهه ، وإذا أصررت على رأيك فيلزمك أن تقول : بأنّ كلّ شيء هالك إلاّ وجهه معناه : يداه ورجلاه وكلّ جسمه يفنى ويهلك ولا يبقى منه إلاّ الوجه ، تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً! ثم التفتُّ إلى الحاضرين قائلاً : فهل ترضون بهذا التفسير؟
سكتَ الجميع ولم يتكلّم شيخهم المحاضر بكلمة ، فودّعتهم وخرجتُ داعياً لهم بالهداية والتوفيق.
نعم ، هذه عقيدتهم في اللّه في صحاحهم وفي محاضراتهم ، ولا
__________________
١ ـ القصص : ٨٩.