__________________
بصحته قائلا : « الحديث أخرجه ابن ماجة ٣٩٩٣ باسناد المصنّف هذا ، وصححه البوصيري ، والحديث صحيح قطعاً؛ لأنّ له ستّ طرق أُخرى عن أنس ، وشواهد عن جمع من الصحابة .. وقد خرجته في الصحيحة ٢٠٣ من حديث أبي هريرة و ٢٠٤ من حديث معاوية ».
وألّف محمّد بن إسماعيل الصنعاني كتاباً بعنوان ( افتراق الأُمة ) ، وقال فيه : « له طرق عديدة ساقها ابن الأثير ... في جامع الأُصول » ، ثمّ قال : « إذا عرفت هذا ، فالحديث قد استشكل من جهتين :
الجهة الأُولى : ما فيه من الحكم على الأكثر بالهلاك ، وذلك ينافي الأحاديث الواردة في الأُمة بأنّها أُمة مرحومة ، وبأنّها أكثر الأُمم في الجنّة ..
الجهة الثانية : من جهة الاشكال في تعين الفرقة الناجية ، فقد تكلّم الناس فيها كلّ فرقة تزعم أنّها هي الفرقة الناجية .. « افتراق الأُمّة : ٤٦ ـ ٧٨.
وقد تعرّض الشيخ الألباني إلى هذا الإشكال ـ أيضاً ـ وحاول الإجابة عليه نقلا عن غيره ، لكن دون جدوى ، راجع الصحيحة ١ : ٤٠٢ و ٤١٤.
وإذا تدبّر المسلم في هذا الحديث الذي نطق به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخبر بأنّ أُمته ستفترق كما افترقت الأُمم السابقة عليها ، مع ما يلمسه المسلم بأُم عينيه من اختلاف المسلمين فيما بينهم ، ومن أنّ كلّ فرقة أو طائفة ترى أنّها هي الحقّ ، وأنّها الفرقة الناجية ..
إذا تأمّل المسلم هذا يعرف أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لابد وأن ينصب طريقاً ينجو من الضلال ويخلص عباد اللّه من جحيم النار ، بحيث يكون هذا الطريق علماً ومناراً وحافظاً لما أُنزل من القرآن والسنة النبوية المطهرة.
وهذا الطريق قد بيّنه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الثقلين المتواتر الذي قال