فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْب بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (١).
وتجدر الإشارة هنا بأنّ معنى ( شيعاً ) لا علاقة لها بالشيعة كما توهّم بعض البُسطاء عندما جاءني ينصحني على زعمه قائلاً : يا أخي باللّه عليك دعنا من الشيعة ، فإن اللّه يمقُتهم وحذّر رسوله أنْ يكون منهم.
قلتُ : وكيف ذلك؟
قال : ( إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء ).
وحاولتُ إقْناعهُ بأن « شِيَعاً » معناها أحزاباً ولا علاقة لها بالشيعة ، ولكنّه ومع الأسف الشديد لم يقتنع ، لأنّ سيّده إمام المسجد هكذا علّمه وحذّره من الشيعة ، فلم يعدْ يتقبّل غير ذلك!
أعود إلى الموضوع فأقول : بأنّي كنتُ في حيرة قبل استبصاري عندما أقرأ حديث : « اختلاف أُمّتي رحمة » ، وأُقارنه مع حديث « ستفترق أُمّتي إلى اثنتين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ واحدة » (٢).
__________________
١ ـ الروم : ٣١ ـ ٣٢.
٢ ـ سنن ابن ماجة ( كتاب الفتن ) ٢ : ٤٩٣ : ح ٣٩٩٣ ، مسند أحمد ٣ : ١٢٠ ، والترمذي في كتاب الإيمان ، باب ١٨ ما جاء في افتراق هذه الأُمة ، وكتاب السنّة لابن أبي عاصم ح ٦٤ ، وصرّح محقّق الكتاب الشيخ محمد الألباني