على اللّه وعلى الرسول ويبتدع مذهباً يُلزم الناس باتّباعه.
فاختلافهم في هذه المسألة كاختلافهم في المهدي الذي يؤمن به الفريقان ، ولكنّ المهدي عند الشيعة معلوم معروف أبوه وجدّه ، وعند أهل السنّة والجماعة لا يزالُ مجهولاً وسيولد في آخر الزمان ، ولذلك ترى كثيراً منهم ادّعى المهدية ، وقد قال لي شخصياً الشيخ إسماعيل صاحب الطريقة المدنية بأنّه هو المهدي المنتظر ، وقالها أمام صديق لي كان من أتباعه ثم استبصر فيما بعد.
أمّا عند الشيعة ، فلا يمكن لأيّ مولود عندهم أن يدّعي ذلك ، وحتّى لو سَمّى أحدهم ابنه بالمهدي فهو تيمُّناً وتبرّكاً بصاحب الزمان ، كما يُسمّي أحدُنا ابنهُ محمداً أو علياً ، وإنّ ظهور المهدي عندهم هو في حدّ ذاته معجزة ، لأنّه وُلِد منذ اثني عشر قرناً وتغيّبَ.
ثم بعد كلّ هذا قد يختلف أهل السنّة والجماعة في معنى الحديث الثابت الصحيح عند الفريقين ، حتى لو كان الحديث لا يتعلّق بالأشخاص ، ومن ذلك مثلاً حديث : « اختلاف أُمّتي رحمة » (١).
__________________
١ ـ أحكام القرآن للجصاص ٢ : ٣٧ ، تفسير القرطبي ٤ : ١٥٩ ، الجامع الصغير للسيوطي ١ : ٤٨ ح ٢٨٨ ، شرح النووي على صحيح مسلم ١١ : ٩١ وقال :
« وقد اعترض على حديث اختلاف أُمتي رحمة رجلان : أحدهما مغموض