الابن عن أبيه ، ومع ذلك فقد روى علماء أهل السنّة في علومهم روايات عجيبة ، وخصوصاً الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الجواد الذي أفحم بعلومه أربعين قاضياً جمعهم إليه المأمون وهو لا يزال صبيّاً.
وممّا يؤكّد تميّز أهل البيت عن غيرهم ما يظهر لنا من اختلاف أصحاب المذاهب الأربعة عند أهل السنّة والجماعة في كثير من المسائل الفقهية ، بينما لا يختلف الأئمة الاثنا عشر من أئمة أهل البيت عليهمالسلام في مسألة واحدة (١).
__________________
١ ـ كيف يختلفون وقد جعلهم النبي صلىاللهعليهوآله أحد الثقلين وعدل القرآن ، وأوصى بالتمسك بهم ، وأنّهم هم العاصم من الضلال؟! فكما لا اختلاف ولا تناقض في القرآن ، كذلك لا اختلاف ولا تناقض في أقوال العترة عليهمالسلام ، وهذا ما يدلّ عليه حديث الثقلين الثابت الصحيح عند الفريقين.
قد اعترض صاحب كشف الجاني : ١٤٤ بأنّ روايات الشيعة مختلفة فيما بينها ويوجد فيها التعارض والتضارب ، وأخذ بنقل بعض كلمات العلماء في ذلك.
وهذا الاعتراض لا يرد على الشيعة ، وهو وارد على أئمة السنّة كما ذكر المؤلّف؛ لأن المؤلّف يتكلّم عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام وأنّهم لا يختلفون فيما بينهم ، ولا يطعن بعضهم بالبعض ولا يكفّر أو يردّ عليه ، فلم ينقل أنّ الإمام الصادق عليهالسلام ردّ أو خطّأ أبيه الإمام الباقر أو جدّه علي بن أبي طالب ، وهكذا بقية الأئمة عليهمالسلام ، بل كانوا سلسلة ذهبية يكمل بعضها البعض.
وهذا بخلاف أئمة المذاهب الأربعة ، فإنّا نجدهم أنفسهم يختلفون فيما بينهم