فأهل السنّة والجماعة يعمّمون هذا الحديث على كلّ علماء الأُمة ..
بينما يخصّصهُ الشيعة بالأئمة الاثني عشر ، ومن أجل ذلك يفضّلونهم على الأنبياء ماعدا أُولي العزم من الرسل.
والحقيقة إنّ العقل يميل لهذا التخصيص :
أولاً : لأنّ القرآن أورث علم الكتاب للذين اصطفى من عباده ، وهو تخصيص ، كما أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خصّ أهل بيته بأُمور لم يُشركهم فيها بأحد ، حتى سمّاهم سفينة النجاة ، وسمّاهم أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، والثقل الثاني الذي يعصم من الضلالة.
فظهر من هذا أنّ قول أهل السنّة والجماعة يعارض هذا التخصيص الذي أثبته القرآن والسنّة النبوية ، وأنّ العقل لا يرتاح إليه ، لما فيه من الغموض ، وعدم المعرفة بالعلماء الحقيقيّين الذين أذهب اللّه عنهم الرِّجس وطهّرهم ، وعدم تمييزهم عن العلماء الذين فرضهم على الأُمّة الحكّام الأمويّون والعبّاسيّون.
وما أبعد الفرق بين أُولئك العلماء ، وبين الأئمة من أهل البيت الذين لا يذكر التاريخ لهم أستاذاً تتلمذوا على يديه سوى أن يتلقّى
__________________
ح ٢ ، وقال المناوي في فيض القدير ٤ : ٥٠٤ : « قال في الكشاف : ما سمّاهم ورثة الأنبياء إلاّ لمداناتهم لهم في الشرف والمنزلة ، لأنّهم القوام بما بعثوا من أجله ».