سيولد ، ويجتمع قول الفريقين على ظهوره في آخر الزمان (١).
__________________
١ ـ ولا بأس بالإشارة هنا إلى ما ذكره كمال الدين بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ، قال :
« فإن قال معترض : هذه الأحاديث النبوية الكثيرة بتعدادها المصرّحة بجملتها وأفرادها ، متفق على صحة إسنادها ، ومجمع على نقلها عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وإيرادها ، وهي صحيحة صريحة في إثبات كون المهدي من ولد فاطمة عليهاالسلام ، وأنّه من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّه من عترته ، وأنّه من أهل بيته ، وأنّ اسمه يواطئ اسمي ، وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وأنّه من ولد عبد المطلب ، وأنّه من سادات الجنة ، وذلك ممّا لا نزاع فيه.
غير أنّ ذلك لا يدلّ على أنّ المهدي الموصوف بما ذكره صلىاللهعليهوآلهوسلم من الصفات والعلامات هو هذا أبو القاسم محمّد بن الحسن الحجّة الخلف الصالح عليهالسلام ، فإنّ ولد فاطمة عليهاالسلام كثيرون ، وكلّ من يولد من ذريتها إلى يوم القيامة يصدق عليه أنّه من ولد فاطمة ، وأنّه من العترة الطاهرة ، وأنّه من أهل البيت عليهمالسلام ، فيحتاجون مع هذه الأحاديث المذكورة إلى زيادة دليل على أنّ المهدي المراد هو الحجّة المذكورة ليتمّ مرامكم.
فجوابه : إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا وصف المهدي عليهالسلام بصفات متعدّدة من ذكر اسمه ونسبه ومرجعه إلى فاطمة عليهاالسلام وإلى عبد المطلب ، وأنّه أجلى الجبهة أقنى الأنف ، وعدّد الأوصاف الكثيرة التي جمعتها الأحاديث الصحيحة المذكورة آنفاً ، وجعلها علامة ودلالة على أنّ الشخص الذي يسمّى بالمهدي ، وثبتت له الأحكام المذكورة ، وهو الشخص الذي اجتمعت تلك الصفات فيه ، ثمّ وجدنا تلك الصفات المجعولة علامة ودلالة مجتمعة في أبي القاسم محمّد الخلف الصالح دون غيره ، فيلزم القول بثوبت تلك الأحكام له وأنّه