عاصروه وعاشوا معه ومع آبائه ، وأهل مكة أدرى بشعابها.
والشيعة يحترمون أئمتهم ويعظّمونهم ، وقد اتخذوا لأئمة أهل البيت قبوراً شيدوها ، والتزموا بزيارتها والتبرك بها ، فلو كان الإمام الثاني عشر ـ وهو المهدي سلام اللّه عليه ـ قد توفّي لكان له قبر معروف ، ولأمكنهم أن يقولوا بجواز بعثه بعد الموت ما دام هذا الأمر ممكناً كما ذكره القرآن الكريم ، وخاصّة إنّهم يقولون « بالرجعة ».
بل تراهم يصرّون على أنّ المهدي سلام اللّه عليه حيّ يرزق ، وهو مخفي لحكمة أرادها اللّه سبحانه وتعالى قد يعرفها الراسخون في العلم وأولياؤهم.
وهم يدعون في صلواتهم أن يعجل اللّه فرجه الشريف؛ لأنّ في ظهوره عزّ المسلمين وسعادتهم وانتصارهم ، ولأنّ به يتم اللّه نوره ولو كره الكافرون.
على أنّ الخلاف بين السنّة والشيعة في أمر المهدي عليهالسلام ليس هو خلاف جوهري ماداموا يعتقدون بظهوره في آخر الزمان ، وأنّ عيسى عليهالسلام يصلّي خلفه ، وأنّه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويملك المسلمون الأرض كلّها في زمانه ، ويعمّ الرخاء حتى لا يبقى فقير.
ويبقى الخلاف فقط في قول الشيعة بولادته وفي قول السنّة بأنّه